التهيئة النفسية للطلبة للعودة للدراسة

أسامة الجامع

أخصائي نفسي اكلينيكي


سنشهد الفترة القادمة تغييراً في روتين الأطفال اليومي، في هذه الحالة علينا أن نهيئ أبنائنا لمغادرة المنزل كل صباح ثم عودتهم فترة الظهيرة، وعليه ما الملاحظات التي علينا أن ننتبه لها قبل عودة أطفالنا، كيف نهيئهم، وكيف نراعي مشاعرهم التي ستكون جديدة مع تغيير النشاط اليومي الذي اعتادوا عليه منذ سنتين.


أولا: موعد النوم:

بلا شك اعتاد الأطفال على تغيير مواعيد نومهم استجابة لمواعيد التعليم عن بعد التي تبدأ متأخرة، ورجاء لا تنتظر ليلة بدء الدراسة الحضورية لتفعل ذلك، بل لا بد من التهيئة التدريجية كتقديم موعد نومهم ساعة واحدة يومياً حتى الوصول لثبات موعد النوم المبكر.


ثانيا: الحديث مع الأطفال:

تحدث مع طفلك عن العودة، استمع إليه، هل توجد مخاوف يشعر بها، كيف هو تصوره عن الذهاب للمدرسة، كيف تصوره عن مقابلة زملاءه الطلبة والطالبات بعدما كان يسمع صوتهم فقط، هل هو متحمس للذهاب للمدرسة أم لديه شيء آخر يود قوله، تحدث بما سيحدث لاحقا، لا تصمت ثم تفاجئه بالذهاب للمدرسة.


ثالثا: التحفيز للحضور عبر مشاهد في اليوتيوب:

هيئ طفلك للذهاب للمدرسة عبر مشاهد الطلبة وهم يذهبون للمدرسة ويصطفون بالطابور، ويلعبون في الساحة، ويضحكون مع بعضهم في الفصل، كل تلك الحركة المفعمة بالإيجابية موجودة في اليوتيوب، استعرضها، ناقشها، اجعل طفلك يراها، بث فيه الحماس ليكون مثلهم.


رابعا: المحاكاة على أرض الواقع:

لا تنتظر حتى يحين موعد بدء الدارسة الحضورية، قم باصطحاب طفلك لرؤية مدرسته عن قرب، اجعله يقترب من المدخل، ويرى السور، والباب، والرصيف، والساحة الخارجية، اشرح له بطريقة بصرية ما المتوقع أن يحدث أمام المدرسة وأين ستقف لالتقاطه، وماذا سيحدث، اجعله يعيش المشهد.


خامساُ: تجهيز الشنطة والملابس:

اجعل طفلك يعيش فرحة العودة للدراسة عبر تجهيز الشنطة واختيارها، اجعله يلبس ملابس المدرسة بالمنزل، اجعله يختار الدفاتر والأقلام والملصقات، دعه يعيش جو الذهاب للمدرسة بالمنزل، بل بإمكانك صنع مشهد تمثيلي للاستعداد للذهاب للمدرسة مع أشقاءه.


سادساً:

احذر أخي الأب أختي الأم من مشاعرك كيف تكون أمام طفلك وهو ذاهب للمدرسة، أو حتى قبل ذلك في مجالسكم وأنتم تتحدثون، احذروا أن تتحدثون أمامه عن المخاوف، والمقلقات، احذروا أن يروا في وجوهكم القلق والخوف والشدة، تعاملوا مع الطفل ببساطة، علموه اتباع الإرشادات الاحترازية فحسب.