الكافيين والشعور الجيد

مراجعة فريق إمعان



من أكثر الطقوس الصباحية التي تخلق شعور جيد عند الكثير من الناس تناول كوب ساخن من القهوة أو حتى الشاي، حتى أنها أصبحت عادة مرتبطة ذهنياً بالمزاج السعيد، كما انها أصبحت سلوك لافتة للنظر عند جيل الشباب مؤخرًا أكثر من السابق، في هذه المقالة سنتناول عدة أسئلة عن الكافيين وتأثيراته.

ما هو الكافيين؟



الكافيين مادة مُرَّة المذاق توجد بشكل طبيعي في أكثر من 60 نوع من النبات مثل حبوب البن وأوراق الشاي، كما يوجد كافيين اصطناعي (من صنع الانسان) يضاف إلى بعض الأدوية مثل أدوية البرد والمسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية، والأطعمة والمشروبات مثل مشروبات الكولا والطاقة.

التأثيرات العامة للكافيين؟

أهم التأثيرات العامة التي يلاحظها شاربي الكافيين بشكل معتدل (200-300 ملغ) يبدأ مفعوله في الجسم بعد تناوله في غضون ساعة ويستمر من أربع إلى ست ساعات تقريبا، كما أن حجم تأثيره يختلف بحسب العمر وحجم الجسم واستجابة الجينات الوراثية، أهم هذه التأثيرات هو الشعور بمزيد من النشاط والحيوية وتركيز أعلى بسبب نشاط الجهاز العصبي، ومساعدة الجسم على التخلص من الماء والملح عن طريق التبول، وحرقة في المعدة في بعض الأحيان.

أما الإفراط في شرب الكافيين أي ما يزيد عن 400ملغ في اليوم فقد يؤدي إلى الشعور بالتوتر وسرعة الإنفعال، صداع، سرعة في نبضات القلب، دوخة، أرق، ارتفاع ضغط الدم.

الحجم المثالي لجرعة الكافيين للمراهقين وهي ما ينصح به، أن لا تتجاوز 100 ملغ في اليوم الواحد.

كيف يعمل الكافيين على شعورك بالنشاط؟

أوضح د. فيري سيرجي بأن الجسم ينتج بشكل طبيعي مادة كيمائية اسمها الادينوزين (adenosine) هذه المادة تتراكم في جسم الانسان أثناء فترة النهار، وفي نهاية اليوم يشعر بالنعاس ويخبرك جسمك بأنك بحاجة إلى الراحة، شرب الكافيين يمنع عمل هذه المادة في الجسم، ولكن لأن الجسم يتكيف مع حجم ما يشربه الإنسان من الكافيين فإنه ينتج المزيد من هذه المادة لذلك الناس تشرب المزيد من الكافيين ليشعروا بمزيد من اليقظة.

كما أن مادة الادينوزين تجعل من التوقف المفاجئ عن الكافيين أمر مزعجًا حيث إنه قد يشعر الشخص بالصداع والخمول والتوتر.

تأثير الكافيين على الاداء المعرفي والمزاج

هناك عشرات الدراسات عن تأثير الكافيين التي تناولت الاداء المعرفي للإنسان وكذلك على الحالة المزاجية والمرتبطة بعدة متغيرات، الجدير بالذكر ان الكثير منها ذكرت بان الاشخاص الذين يتناولون القهوة بشكل معتدل و منتظم (بعيداً عن الاشخاص الذين يعانون بالأساس من أعراض القلق) أظهروا أداء معرفي جيد مقارنة بغيرهم متمثل في الجوانب الإدراكية و الذاكرة، كذلك تحسن واضح في المزاج وهناك دراسات عدة أظهرت الجانب الوقائي لشرب الكافيين في الأداء المعرفي لكبار السن.

في إحدى هذه الدراسات، أثارت جرعة واحدة من الكافيين 60 ملغ تعزيزا واضحًا للانتباه واليقظة والرضا والمزاج الجيد، وخلصت دراسة أخرى إلى أن تناول 100ملغ من الكافيين يقلل بشكل كبير من الشعور بالخمول والتعب ويزيد النشاط. كما أن هناك دراسات لم تثبت ما سبق.

وقد يكون أهم الارتباطات النفسية التي تعزز الشعور الجيد بعد شرب القهوة أو الشاي الأداء الجيد في العمل أو الدراسة أو التواصل الاجتماعي بسبب التأثير المباشر من مادة الكافيين وبذلك يكون الحاجة إلى تناول الكافيين حاجة جسدية ونفسية.

كيف يمكن التقليل من الكافيين؟

إذا كنت تتناول الكثير من الكافيين فإن الآثار السلبية ستدفعك للتقليل منه ،التقليل سيكون بشكل تدريجي وببطء حتى لا تظهر الأثار الإنسحابية بشكل مزعج وبذلك تستطيع مواصلة التقليل ، ابدأ بشرب نفس الكمية ولكن اجعل نصفها  قهوة منزوعة الكافيين مثلا لو كنت تشرب اربعة اكواب في اليوم اجعل كوبين منها منزوعة الكافيين ، واستبدل المشروبات الاخرى التي تحوي على كافيين مثل الكولا وغيرها بمشروبات اخرى ، الى ان تصل الى 300 ملغ من الكافيين كحد اقصى او اقل من ذلك ،توقع الاثار السلبية وتقبل حصولها يجعلك تجتاز الامر بسهولة اكثر مثل الصداع أو سرعة الإنفعال او غيره .

الكافيين وشهر رمضان المبارك

أولا: نشكر أصدقاء إمعان على مشاركتهم في الإجابة على سؤال هذا الشهر @east0west @clear2022 @hissahalghamdi

ثانيا: لكون شهر رمضان معلوم الوقت فانه من الافضل دائماً الاستعداد له من أسبوعين على الأقل قبل حلوله، بحيث يتم تأخير شرب القهوة في فترة النهار بالتدريج، وتقليل الكمية بشكل عام، التعويض بمشروبات صحية اخرى، في حال حدوث تغيرات غالبا ما تكون في الأسبوع الأول لذلك يجب التعامل الصحيح مع التغيرات الجسدية مثل الصداع بأخذ علاج دوائي بعد الإفطار عند الحاجة لتقليل مستوى التوتر الناتج عن الألم ،والتغيرات في الحالة المزاجية في الابتعاد عن المواقف المثيرة للتوتر قدر الإمكان، القيام بالأمور التي تجعل من الحالة النفسية أفضل كالعبادات والرياضة وغيرها بحسب ميول كل شخص.




McLellan TM, Caldwell JA, Lieberman HR. A review of caffeine's effects on cognitive, physical, and occupational performance. Neurosis Biobehav Rev. 2016 Dec;71:294-312. doi: 10.1016/j.neubiorev.2016.09.001. Epub 2016 Sep 6. PMID: 27612937.

 

 https://medlineplus.gov/caffeine.html