الضغط النفسي في العمل
ترجمة:مرام الراشد
ضغوط العمل تحدث عندما تزداد متطلبات العمل وتصبح حملاً يفوق قدرات الفرد ومصادره الخاصة
لا تخلو أغلب المهن من الضغوط أياً كانت درجتها، وقد تختلف مستويات الضغوط بين فترة وأخرى لأسباب عدة. ولكن عندما تتحول هذه الضغوط المعتادة الى ضغوط شديدة ومتكررة على الشخص، يمكنها أن تسبب العديد من المشاكل الصحية الجسيمة، بل يمكنها أيضاً أن ترفع من معدل خطورة الإصابة بالقلق والمشاكل المرتبطة بالمزاج عند الموظفين.
قبل أن نتطرق للأسباب سنتناول في البداية بعض المؤشرات الأولية التي يمكن ملاحظتها على من يعاني من الضغط النفسي في العمل:
الأعراض الجسدية
الام جسدية مفاجئة أو تضاعف مشاكل صحية سابقة، مثل الصداع، الام عضلية، خفقان القلب، ارتفاع ضغط الدم، تعب، صعوبات النوم، أو الام المعدة.
أعراض نفسية
التقلبات المزاجية التوتر، الهم، الشعور بالعجز، والاحساس بعدم الانسجام مع الاخرين، صعوبة التركيز والتذكر، تردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
أعراض سلوكية
تكرار الغياب عن العمل.
الحضور بإنتاجية منخفضة.
التأجيل.
الوقوع في أخطاء يمكن تجنبها أو انخفاض الأداء تحت المستوى المعتاد.
التفكير المفرط في العمل خارج ساعات العمل.
تجنب الأنشطة العائلية والاجتماعية.
سهولة استثارة الغضب.
تناول وجبات أكثر من المعتاد أو ضعف الشهية.
التدخين بشراهة.
استخدام مواد أو أدوية مهدئة.
الأسباب التي قد تساهم في حدوث الاجهاد في العمل تشمل:
العوامل المرتبطة بالعمل
ضعف الظروف الصحية اللازمة للموظف في المنشأة، مشاكل في الأمان، توقيت تسليم غير واقعي، ساعات عمل طويلة، ضغط عمل لا يمكن التحكم به.
العوامل المرتبطة بِدور الفرد داخل المنشئة
مثل عدم وضوح المسؤوليات، ضعف التناسق بين الفرد والمسمى الوظيفي، قصور في إدارة الوقت، صعوبات في الفصل بين الأدوار الوظيفية والإدارية في المنشأة (مثلاً، دور المشرف ودور الزميل)، أو غموض وضبابية مستقبل المنشئة.
مشاكل في التطوير المهني
مثل عدم الترقية أو عدم وجود الأمان الوظيفي والاستقرار المهني.
مشاكل في العلاقات الاجتماعية
مثل ضعف دعم المشرفين، صراعات مع الزملاء، التعرض للإيذاء النفسي والعنصرية أو التنمر.
مشاكل في التنظيم الهيكلي
مثل انخفاض قدرة الفرد على التحكم بمهام العمل الخاصة، التدقيق في عمل الموظف بما يتعدى الاشراف وقد يصل للانتقاد وتهديد فقدان العمل او ما يرتبط به، غياب الاستشارات اللازمة للمواضيع المهمة الخاصة بالعمل، مشاكل تخص سياسة العمل أو مشاكل في الميزانية، ضغوط لاستكمال المهام والمطالبة بمتابعة ايميل العمل خارج ساعات الدوام الرسمية.
الضغوط الخارجية
بعد المسافة عن العمل، الارق وصعوبات النوم، فقد عزيز، الانفصال / الطلاق، مشاكل صحية أو نفسية، أو مسؤوليات رعاية لقريب.
ماهي أفضل طرق التعامل مع ضغوط العمل والاجهاد النفسي الذي يتبعه؟
أظهرت الأبحاث أن هنالك عدد من الاستراتيجيات النفسية الفعالة في التعامل مع ضغوط العمل.
الاستراتيجيات الذهنية:
التعرف على الأفكار الخاطئة والانطباعات الغير صحية والتشكيك بصحتها، هو من الأساليب الفعالة للتعامل مع الضغط الوظيفي. هذه الاستراتيجية تتضمن العمل مع شخص مختص لتحقيق التالي:
التعرف على موقف محدد يسبب الاجهاد النفسي (مثلاً " أنا لم أكمل المشروع ويجب تسليمه غدا").
لاحظ هنا أن الفكرة المرتبطة بهذا الموقف هي (مثلاً، "أنا سيء جدا في أداء مهام العمل", "أنا موظف سيء").
أوجد بدائل موضوعية لمواجهة هذه الأفكار السلبية (مثلاً "لقد واجهت هذا الموقف من قبل وقمت بتسليم العمل في الوقت المناسب ولم يكن بذلك السوء الذي توقعته").
راجع البديل، استعرضه في ذهنك.. كلما فكرت بأفكار بديلة مساعدة كلما انخفضت لديك اعراض الاجهاد النفسي.
طور استراتيجية لملاحظة إشارات التحذير الأولية للإجهاد الوظيفي في المستقبل من خلال ملاحظتك مزاجك سلوكك ومتى يجب عليك أخذ قسط من الراحة، راجع طريقة تحليل وتغيير الحديث الذاتي السلبي.
تحسين إدارة الوقت
عندما تجتمع مهارات إدارة الوقت مع الحديث الذاتي الإيجابي يصبح من السهل التعامل مع ضغوط العمل ولها تأثير مستمر الأثر على الاجهاد النفسي المصاحب لهذه الضغوط. بعض مهارات إدارة الوقت تشمل:
استفتاح يوم العمل بالتخطيط للمهام ومراجعتها ويشمل أيضا أوقات الراحة والاكل.
واضب على كتابة قائمة المهام اليومية مع أولوية كل مهمة حسب أهميتها.
تقليل المقاطعات ولحظات السرحان (مثلا، إطفاء خاصية التنبيهات للإيميلات القادمة).
تعلم كيف تقول "لا" لطلبات الاخرين التي تحملك مسؤوليات فوق طاقتك وتؤخر أداء المهام الأساسية العاجلة.
طلب المساعدة من الاخرين وتسليم بعض المهام المناسبة لهم.
البحث عن الدعم من الزملاء داخل بيئة العمل.
يساهم دعم الزملاء في بيئة العمل على تعزيز ثقة الفرد تجاه قردته على التعامل مع الضغوط المرتبطة بالعمل. هذا الدعم يمكن أن يتشكل بعدة صور:
الدعم اللوجستي والذي من خلاله تتوفر أجهزة وأدوات فعالة وموظفين ذوي كفاءة لإنجاز المهام ودعم مادي لإنهاء العمل اللازم.
الدعم العاطفي كزميل أو مشرف يستطيع من خلال هذا الدعم تخصيص وقت للإنصات وتقديم الدعم النفسي والتشجيع الكافي لمساعدة زميله الموظف على التأقلم بشكل أفضل ولا مانع من المبادرة بخلق جو فكاهي يعزز من الثقة في بيئة العمل.
الدعم المعلوماتي مثل تلقي النصائح والإرشاد المهني اللازم. ويتم من خلاله التدريب على التواصل التوكيدي وأساليب حل المشكلات بين الموظفين.
استراتيجيات التواصل الفعالة لحل المشكلات الإدارية يمكنها أن تخفف بشكل كبير من تأثيرات الضغط والاجهاد الوظيفي الذي يمر به الموظفين. وهذه المهارات تدعم الافراد في:
إدارة الصراعات بين الموظفين بأسلوب إيجابي فعال وذو توقيت مناسب دون تجنب الأشخاص والمهام وتضييع الوقت بدون مواجهة.
يعزز من تركيز الموظفين على مهامهم الأساسية ونتائجها دون تشتيت.
التعبير عن آرائهم، واحتياجاتهم بكل وضوح، واحترام.
الاطلاع على أولويات الموظفين وما يفضلونه وما هي مصالح العمل المشترك التي يجب تحقيقها.
التقبل والتأقلم عند الاستطاعة والاهم عندما يكون الوقت مناسبا للتغيير ويعود بالمنفعة على الفرد.
تغيير عادات الموظف وأسلوب حياته المعتادة
اشارت العديد من الدراسات الى ان الأنشطة التالية فعاله في تقليل الشعور بالضغط النفسي المرتبط بالعمل:
تمارين الاسترخاء مثل التنفس، التأمل الارشادي، والاسترخاء العضلي التدريجي.
التمارين الرياضية
قضاء وقت في الأماكن المفتوحة
التوقف عن التدخين او التقليل منه.
الابتعاد عن المواد المهدئة او الادوية غير المرخصة.
البحث عن مساعدة.
إذا كنت تشعر بان هذه الضغوط تؤثر على قدرتك على الاستمتاع بحياتك، فيمكن لمختص نفسي أن يساعدك في مواجهة هذه الضغوط. الاخصائي النفسي مدرب ومؤهل في تقديم التدخلات العلاجية لكافة المشكلات النفسية من ضمنها الاجهاد النفسي والوظيفي. على سبيل المثال يمكنه أن يرشدك تجاه العوامل التي تساهم في زيادة الضغوط في حياتك وأفضل وسائل التعامل بناء على ما تمليه الدراسات العلمية الحديثة.
عادة ما يقدم المختص النفسي جلسات نفسية فردية للعملاء، ولكن الجلسات العائلية متاحة أيضاً كخيار بديل فوجود أحد افراد العائلة قد يدعم العلاج النفسي وقد يناسب بعض الأشخاص.
وبعض الأحيان يقترح المختص النفسي العلاج الجماعي الذي يشمل عدد قليل من الأشخاص الذين يتشاركون صعوبات نفسية مشابهة. إذا تم تحويلك لمختص نفسي من قبل طبيبك العام فقد يكون مناسبا أن تسأل طبيبك عن تفاصيل التحويل وتلقي العلاج والخدمة النفسية.
رسالة امعان:
احيانا العثرات رسائل تخبرنا أن نتوقف قليلاً لنستشعر ونستوعب التجربة ولكن هذه العثرات لا تلون حياتك بالكامل وليس عليك أن تطيل الوقوف عندها.
المصدر:
Australian psychological society
https://www.psychology.org.au/for-the-public/Psychology-topics/Stress-in-the-workplace
المراجع
Lazarus, R. S., & Folkman, S. (1984).Stress and Coping. New York: Springer.
Schnall, P. L., Landsbergis, P. A., & Baker, D. (1994). Job strain and cardiovascular disease.Annual Review of Public Health, 15, 381-411. doi: 10.1146/annurev.pu.15.050194.002121
Andel, R., Crowe, M., Hahn, E. A., Mortimer, J. A., Pedersen, N. L., Fratiglioni, L., . . . Gatz, M. (2012). Work-related stress may increase the risk of vascular dementia.Journal of the American Geriatrics Society, 60(1), 60-67. doi: 10.1111/j.1532-5415.2011.03777.x
Brunner, E. J., Chandola, T., & Marmot, M. G. (2006). Prospective effect of job strain on general and central obesity in the Whitehall II Study.American Journal of Epidemiology, 165(7), 828-837. doi: 10.1093/aje/kwk058
Wang, J. L. (2006). Perceived work stress, imbalance between work and family/personal lives, and mental disorders.Social Psychiatry and Psychiatric Epidemiology, 41(7), 541-548. doi: 10.1007/s00127-006-0058-y
Niedhammer, I., Goldberg, M., Leclerc, A., Bugel, I., & David, S. (1998). Psychosocial factors at work and subsequent depressive symptoms in the Gazel cohort.Scandinavian Journal of Work and Environmental Health, 24(3), 197-205. doi: 10.5271/sjweh.299
Siegrist, J. (2008). Chronic psychosocial stress at work and risk of depression: Evidence from prospective studies.European Archives of Psychiatry and Clinical Neuroscience, 258(Supp. 5), 115-119. doi: 10.1007/s00406-008-5024-0
Wang, J. (2005). Work stress as a risk factor for major depressive episode(s).Psychological Medicine, 35(6), 865-871. doi: 10.1017/S0033291704003241
Baker, D. B. (1985). The study of stress at work.Annual Review of Public Health, 6(1), 367-381. doi: doi:10.1146/annurev.pu.06.050185.002055
Cooper, C. L., & Marshall, J. (1976). Occupational sources of stress: A review of the literature relating to coronary heart disease and mental ill health.Journal of Occupational Health Psychology, 49, 11-28.
Richardson, K. M., & Rothstein, H. R. (2008). Effects of occupational stress management intervention programs: A meta-analysis.Journal of Occupational Health Psychology, 13(1), 69-93. doi: 10.1037/1076-8998.13.1.69
Van der Klink, J. J., Blonk, R. W., Schene, A. H., & van Dijk, F. J. (2001). The benefits of interventions for work-related stress.American Journal of Public Health, 91(2), 270-276.
Jones, M. C., & Johnston, D. W. (2000). Evaluating the impact of a worksite stress management programme for distressed student nurses: A randomised controlled trial.Psychology and Health, 15, 689-706.
Heaney, C. A., Price, R. H., & Rafferty, J. (1995). Increasing coping resources at work: A field experiment to increase social support, improve work team functioning, and enhance employee mental health.Journal of Organizational Behavior, 16(4), 335-352.
Dijkstra, M. T. M., Beersma, B., & Evers, A. (2011). Reducing conflict-related employee strain: The benefits of an internal locus of control and a problem-solving conflict management strategy.Work & Stress, 25(2), 167-184. doi: 10.1080/02678373.2011.593344
Conn, V. S., Hafdahl, A. R., Cooper, P. S., Brown, L. M., & Lusk, S. L. (2009). Meta-analysis of workplace physical activity interventions.American Journal of Preventative Medicine, 37(4), 330-339. doi: 10.1016/j.amepre.2009.06.008
Korpela, K., & Kinnunen, U. (2011). How is leisure time interacting with nature related to the need for recovery from work demands? Testing multiple mediators.Leisure Sciences, 33, 1-14. doi: 10.1080/01490400.2011.533103
Westman, M., Eden, D., & Shirom, A. (1985). Job stress, cigarette smoking, and cessation: The conditioning effects of peer support.Social Science and Medicine, 20(6), 637-644.
Koeske, G. F., Kirk, S. A., & Koeske, R. D. (1993). Coping with job stress: Which strategies work best?Journal of Occupational and Organizational Psychology, 66, 319-335.